بلدي نيوز – السويداء (خاص)
اعتادت محافظة السويداء منذ بدء الثورة على ردود فعل مبطنة تجاه أي حراك تقوم به المحافظة، ولأن نظام الأسد اعتاد لغة توجيه الرسائل غير المباشرة ذات الأبعاد الثلاثة، عمد مؤخرا إلى هذا الأسلوب بشكل كبير في السويداء، لاسيما بعد الحراك الأخير في المحافظة.
بداية رسالة محافظ السويداء عاطف نداف وذلك بتاريخ الثاني من أيار، وقد نُشرت على أحد الصفحات الموالية لنظام الأسد، وأبرز ما جاء فيها حسب كلام للنداف في جلسة استثنائية عقدها مجلس محافظة السويداء، أن عاطف نداف محافظ السويداء "كشف بصفته رئيسا للجنة الأمنية عن معلومات خطيرة حول التجمعات التي شهدتها المحافظة في الآونة الأخيرة والتي حملت مطالبا يعاني منها كافة المواطنين من فساد وصعوبة في المعيشة"، وأضافت الصفحة الموالية وعلى لسان النداف "حسب المعلومات فقد اتخذ قرار في غرفة الموك في الأردن باختراق المحافظة من الداخل، وذلك بعد فشل اختراقها من الخارج وذلك بتكوين مجموعات أولية تقوم بدعوة المواطنين وخاصة الأطفال للتجمع، لتأتي بعدها مجموعات أخرى تقوم بأعمال التكسير والتخريب ثم تأتي المجموعة الأخطر وهم قناصة يتمركزون على مبانٍ مرتفعة ويطلقون النار على المحتشدين، وكل ذلك يقوم أفراد بتصويره وإرساله للقنوات المغرضة. "
وقد أثارت هذه التصريحات سخرية الشارع في السويداء، ودفع بعضهم للقول: وهل يمكن تزويدنا بأسماء هؤلاء القناصين والأفرع الأمنية التي يعملون بها ؟!.. فيما صرح ناشطون من محافظة السويداء لبلدي نيوز "تحمل هذه الرسالة معانٍ من شقين، الأول موجه للرأي العالمي والذي يمهد بأن أي مجزرة ترتكب في السويداء ستقوم بها هذه الجماعات التي زعم النداف في كلامه أنها موجودة في السويداء وأنها مدعومة من غرف الموك في الأردن، والشق الثاني يحمل رسالة للشارع المؤيد في محافظة السويداء، ويحمل المعنى ذاته بأن المسلحين المدعومين خارجيا سيقومون بارتكاب المجازر بحق الشباب المحتجين. "
الرسالة الثانية كانت إطلاق الرصاص في الهواء في اعتصام "حطمتونا" بتاريخ 12/5/2016،
وأتت هذه الرسالة في الاعتصام الذي نفذته حملة "حطمتونا" أمام مركز "إم تي إن" الخميس الماضي، وتم تفريقه من قبل شبيحة النظام بإطلاق الرصاص في الهواء.
وصرح ناشطون لبلدي نيوز "أن هذه الرسالة موجهة للشباب المحتجين ومفادها أن الرصاص هذ المرة كان في الهواء، والمرة القادمة في صدوركم، وسيوجه التهمة لمن ذكرهم النداف في تصريحاته التي سبقت ذلك، وهم قناصون مدعومون من الموك".
أما الرسالة الثالثة فهي عبارة عن برميل سقط من طائرة مروحية للنظام بالقرب من الكسارة في مدينة عريقة في ريف السويداء الغربي، وذلك بتاريخ 14/5/2016 والذي صرحت وسائل إعلام موالية لنظام الأسد أنه سقط نتيجة خلل فني في الطائرة.
فيما ذكر ناشطون من السويداء لبلدي نيوز أن "هذه الرسالة موجهة للشارع الصامت في السويداء، ومفادها أن نظام الأسد الذي أحرق المدن السورية كلها لم ولن يستثني السويداء والحجة هذه المرة خلل فني في طائرة".
أما الرسالة الرابعة فهي "داعش"، القادمة من الشرق برعاية أسدية، وآخر مسرحياتها كان ما حدث في قرية الحريسة في ريف السويداء الشرقي قبل أيام، حيث أعلن عناصر من الحزب السوري القومي أنهم اشتبكوا مع عناصر تابعين لداعش في القرية وتمكنوا من سحب ثلاث جثث لعناصر التنظيم، وجاء الشق الثاني من هذه المسرحية على أحد الصفحات الموالية لنظام الأسد في السويداء أول أمس، وجاء فيها أنه تم العثور في جوالات عثروا عليها في ثياب عناصر داعش حسب الصفحة، ليجدوا فيها صورا لعناصر التنظيم في ساحات مدينة السويداء حسب قولهم.
ما يشير إلى أن نظام الأسد يريد القول أن لداعش خلايا نائمة في مدينة السويداء وستتحرك في المكان والزمان المناسبين.
يتساءل ناشطون عن جدوى هذه الرسائل التي وجهها نظام الأسد لأهالي السويداء، وهل أصبحت أوراقه في المحافظة التي أفلتت من يديه بشكل شبه كلي، مكشوفة، أم أن هناك سيناريوهات أخرى سيلعب نظام الأسد عليها ليواجه حراك السويداء السلمي ويخمده؟ .